غزة- أدانت منظمة "صحفيات بلا قيود" جريمة قتل وإصابة سبعة صحفيين فلسطينيين في غزة، إثر قصفٍ مباشرٍ نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي لخيمتهم في ساحة مستشفى المعمداني، الخميس 5 يونيو/حزيران الجاري.
ووصفت المنظمة الهجوم بأنه "جريمة مزدوجة"، حيث استُهدف صحفيون مدنيون أثناء عملهم في منطقة محمية بموجب القانون الدولي الإنساني.
وقالت صحفيات بلا قيود، بأن قوات الاحتلال حولت ساحة مستشفى المعمداني إلى مذبحة للصحفيين، حيث أسفر الهجوم المباشر، عن مقتل كلاً من: اسماعيل بدح، مصور قناة فلسطين اليوم، وزميله المحرر سليمان حجاج، وسمير الرفاعي الذي يعمل في وكالة شمس نيوز، وأحمد قلجة، مصور التلفزيون العربي الذي توفي متأثراً بإصابته، كما أصيب عماد دلول، مراسل قناة فلسطين اليوم، وإمام بدر مصور التلفزيون العربي، ومحمود الغازي، محرر شبكة الأقصى.
بهذه الجريمة، ارتفع عدد الصحفيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 226 صحفيًّا وصحفيةً جراء استهدافهم المباشر، وهو رقمٌ يشير إلى أن الصحافة تشهد أكبر مجزرة في تاريخها، إذ أن عدد الصحفيين والصحفيات الذين قتلتهم قوات الاحتلال في غزة، يفوق أعداد الذين قُتلوا في حروب كبرى مثل الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام والحرب الكورية، وحروب أخرى مجتمعة.
وأشارت منظمة صحفيات بلا قيود، إن قوات الاحتلال لا تكتفي بتصفية الصحفيين، بل توسّع دائرة الاستهداف لتشمل عائلاتهم، ضمن أعمال الإبادة الجماعية، وحتى الخميس الماضي، قتلت ما لا يقل عن 54,677 إنسان، منذ السابع من اكتوبر للعام 2023، منهم 4,402 إنسان منذ استئناف أعمال الإبادة الجماعية في 18 مارس الماضي، بحسب التقرير الاحصائي اليومي لوزارة الصحة في غزة.
الجدير بالذكر، بأن "صحفيات بلا قيود" كانت قد أصدرت في أكتوبر 2024 تقريرًا بعنوان "عام إبادة الصحفيين في غزة"، وذلك بعد مرور عام على الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع. وقالت توكل كرمان، رئيسة المنظمة: "إنه لأمرٌ مفزع أن يقُتل الصحفي وتباد عائلته بسبب قيامه بعمله الصحفي، إن استهداف الصحفيين والصحفيات أثناء تأدية عملهم لم تكن حوادث فردية ولا صدفا، بل كانت عمليات ممنهجة، ومدروسة بعناية، وتمثل تصاعدًا مقلقًا في سياسة إسكات الأصوات الحرة ومنع نقل الحقيقة."
وتأتي جرائم تصفية الصحفيين، في سياق استئناف أعمال الإبادة الجماعية، في قطاع غزة، سواء بالهجمات المباشرة، أو بالتدابير والإجراءات الأخرى، ومنها منع إدخال المساعدات الضرورية للحياة، ثم فرض آلية مهينة حولت نقاط التوزيع إلى ساحات لتصفية المجوعين، وخلال أقل من أسبوع، سقط أكثر من 600 إنسان بين قتيل وجريح قرب مراكز المساعدات، من بينها المجزرة التي أسفرت عن مقتل مالا يقل عن 30 مدني قبل أيام.
وتعد جريمة استهداف الصحفيين في ساحة مستشفى المعمداني، انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الذي يوفر الحماية اللازمة للصحفيين بصفتهم المدنية، كما تمنح لاتفاقيات الدولية والمواثيق المنشآت الصحية ومحيطها، اهتماماً خاصاً يُحظر استهدافها.
وينص البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف (1977) على أن ممارسة المدنيين لمهنهم في مناطق النزاع المسلح لا تبرر استهدافهم. كما أشارت إلى أن المادة 8 من الاتفاقية الدولية لسلامة الصحفيين تؤكد على حمايتهم كمدنيين أثناء النزاعات، وأن الصحفي أو المراسل الحربي لا يجوز اعتباره هدفاً عسكرياً إلا إذا شارك مباشرةً في الأعمال القتالية، وبناء على ذلك فإن استهداف الصحفيين في ساحة المستشفى المعمداني، من قبل قوات الاحتلال، يشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، ويستدعي محاسبة المسؤولين والمتورطين في ارتكاب هذه الجرائم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
إن منظمة صحفيات بلا قيود تدعو إلى:
ـ تحقيق دولي فوري بجرائم الاحتلال ضد الصحفيين.
ـ توفير حماية عاجلة للصحفيين في غزة.
ـ محاسبة قادة الاحتلال المتورطين في الجرائم والانتهاكات، وتقديم المطلوبين لمحكمة الجنائية الدولية.
ـ فرض عقوبات صارمة ومؤثرة على سلطات الاحتلال، وقطع كافة أنواع العلاقات معها، بما في ذلك السياسية والتجارية، ووقف كافة أشكال الدعم اللوجستي والمادي، وتحديداً الأسلحة التي تستخدمها لإبادة المدنيين، وذلك لوقف أعمال الإبادة، وضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الكافية لهم.
