قالت منظمة "صحفيات بلا قيود"، في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، إن الصحفيين والصحفيات لا يزالون يتعرضون للتعذيب الوحشي وانتهاك الكرامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
رغم تعهدات سلطات الدول بعدم استخدام التعذيب ضد السجناء والمعتقلين في السجون، وتشكل ممارسة التعذيب على نحو منتظم وبشكل واسع النطاق جريمة ضد الإنسانية.
اليوم الدولي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب في 26 حزيران/يونيو، هو اليوم الذي دخلت فيه "اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة" حيز التنفيذ في عام 1987؛ وتوجد 173 دولة طرفا في هذه الاتفاقية؛ وتعد إحدى الأدوات الرئيسية في مكافحة التعذيب.
على الرغم من مرور ما يقرب من أربعة عقود على توقيع هذه الاتفاقية، إلا أن التعذيب ما يزال يستخدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحق الصحفيين والصحفيات، كأداة لمنع وصول الجمهور إلى الحقائق والأخبار وردع التحقيقات الصحفية، ومنع الكشف الفساد والإساءات التي ترتكبها السلطات.
يوجد عشرات الصحفيين في سجون دول المنطقة؛ تعرضوا أو ما يزالون يتعرضون للتعذيب والعاملة السيئة الحاطة بالكرامة. يجب إنهاء اعتقال جميع الصحفيين والإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط ومحاسبة المجرمين مرتكبي الانتهاكات.
تؤكد منظمة "صحفيات بلا قيود" على دعمها الكامل لكل إنسان تعرض أو مايزال يتعرض للتعذيب حول العالم، وتخص بالذكر الصحفيين والمدونيين وكُتاب الرأي، الذين يتعرضون للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة بسبب ممارسة أعمالهم وواجبهم في تزويد الجمهور بالحقائق والأخبار.
وتطالب السلطات في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باحترام اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، خاصة المادة الرابعة منها التي تجرم كل تعذيب يتعرض له المحتجزون، وتشدد على ضرورة إلزام هذه الدولة بالسماح لمقرري الأمم المتحدة المعنيين بمناهضة التعذيب والمعتقلين بزيارة السجون وتفقد الصحفيين ومعتقلي الرأي الذين تتملئ بهم سجون دول المنطقة.
وحثت توكل كرمان، رئيسة منظمة "صحفيات بلاقيود" الحائزة على جائزة نوبل للسلام (2011) جميع الدول على عمل مشترك مع الهيئات التابعة للأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني لوضع "حد لإفلات مرتكبي جرائم التعذيب البغيضة بحق الصحفيين والصحفيات.
وقالت توكل كرمان: هدف التعذيب سحق هوية الضحية وشخصيتها وامتهان كرامتها الإنسانية، وعادة ما يُستهدف الصحفيين وناشطي حقوق الإنسان وقادة النقابات - لأن المجتمعات تنظر لهم بصفتهم غير قابلين للهزيمة والكسر، لذلك غاية التعذيب بعيدة الأمد تكسير أجنحة الصحافة الحرّة، وترهيب مجتمعاتها من الحديث في الشأن العام.
وشددت رئيسة "صحفيات بلا قيود" على وجوب العمل الحثيث من قِبل الدول وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لدعم ضحايا التعذيب وضمان احترام حقهم في إعادة التأهيل والإصلاح، داعية "كل الصحفيين والصحفيات الذين تعرضوا للتعذيب بسبب القيام بعملهم، ألا يلتزموا الصمت فلا يجب أن يفلت مرتكبو هذه الجرائم الوحشية من العقاب، والعمل معاً من أجل جلبهم للعدالة".
انضمت معظم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى اتفاقية مناهضة التعذيب، باستثناء إيران مع ذلك، لم تنضم أغلب هذه الدول إلى البروتوكول الاختياري للاتفاقية الذي يسمح بتفتيش أماكن الاحتجاز، باستثناء لبنان ، وموريتانيا، والمغرب، وجنوب السودان، وفلسطين، وتونس، وتركيا، تدعو منظمة "صحفيات بلا قيود" دول المنطقة إلى الانضمام إلى البروتوكول الاختياري، والسماح للمفتشين الدوليين والمحليين بالوصول إلى المنشآت العقابية ووقف همجية تعذيب السجناء.
منظمة صحفيات بلا قيود
26 حزيران/يونيو 2024