عقب هجوم شنته حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي شنت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة.
قُتل وأصيب مئات الصحفيين، وقاد الاحتلال عملية ممنهجة لمنع التغطية الصحفية لما توصف بجرائم الحرب التي تسببت في تدمير القطاع ومقتل وإصابة 150 ألف من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.
مضى العام الأول من الحرب المستمرة على قطاع غزة، دون ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين قادوا عملية ممنهجة لتصفية الصحافة المستقلة في القطاع. وقالت توكل كرمان رئيسة "صحفيات بلا قيود" والحائزة على جائزة نوبل للسلام (2011)، "من قتلوا الصحفيين والصحفيات في غزة، واستهدفوا بيوتهم ومقرات أعمالهم، لا يمكن أن يفلتوا من العقاب، يجب ملاحقة المسؤولين عن قتل الصحفيين والصحفيات في أسرع وقت، الإفلات من العقاب يشجع المجرمين على استمرار جرائم القتل".
حسب وحدة الرصد في منظمة "صحفيات بلا قيود" فإن صحفي يقتل كل يومين في قطاع غزة، حيث قُتل 172 صحفياً فلسطينياً خلال العام الأول من الحرب، بينهم 19 صحافية، وأصيب قرابة 200 صحافي وصحافية. وهو ما يعني أن أكثر من صحفي واحد يصاب أو يقتل كل يوم في القطاع. معظم حالة قتل الصحفيين والصحفيات تم إبادتهم وعائلاتهم.
وقالت "صحفيات بلا قيود" إن مذبحة الصحفيين المروعة في قطاع غزة خلال العام الماضي، لم يسبق أن حدثت في التاريخ الحديث، ولم يسبق تصورها. ولم يكن استهدافهم عشوائياً. ففي أكثر من حالة عمد الاحتلال على استهداف الطواقم الصحفية خلال تغطية الحقائق رغم إبلاغها المسبق بوجود طواقم صحفية تعمل في المكان، ووجود كل الإشارات على أن من يعمل هم صحفيين وسياراتهم.
خلال العام واصل استهدافهم رغم ارتدائهم سترات الصحافة والخوذ الإعلامية، رغم كل التحذيرات الدولية بأن ما يتم ارتكابه هي جرائم حرب سيدفع الاحتلال ثمنها. لذلك تعتقد "صحفيات بلا قيود" إن تاريخ إسرائيل من إفلات قادتها من العقاب على قتل الصحفيين، جعل حساسيتهم تجاه هذه الجرائم معدوماً.
وأضافت توكل كرمان: 172 صحفي وصحفية ليسوا مجرد أرقام، لهم حياة وآمال وأحلام، ولكل منهم قصته المتفردة، وهم أصوات ناقلة للحقائق كانوا يقومون بالتغطية الميدانية، وينقلون الحقائق للعالم، ولكن تم إسكاتهم إلى الأبد بهجمات إسرائيلية ممنهجة لحجب شهاداتهم على جرائم الحرب التي يتم ارتكابها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
"إنه لأمرٌ مفزع أن يقُتل الصحفي وتباد عائلته بسبب قيامه بعمله الصحفي، إن استهداف الصحفيين والصحفيات أثناء تأدية عملهم لم تكن حوادث فردية ولا صدفا، بل كانت عمليات ممنهجة، ومدروسة بعناية، وتمثل تصاعدًا مقلقًا في سياسة إسكات الأصوات الحرة ومنع نقل الحقيقة".
تشير وحدة الرصد إلى تدمير معظم مكاتب ومقرات وسائل الإعلام في قطاع غزة، أكثر من 82 وسيلة إعلام جرى تدميرها كلياً أو جزئياً. يعمل معظم الصحفيين من خيام وسط نزوح مستمر، وأوضاع بالغة الصعوبة تشمل المجاعة، وانعدام مياه الشرب، والنزوح المستمر لهم وعائلاتهم. لم يسبق في مكان في العالم أن رُصدت هذه الانتهاكات خلال عام والتي تُعد بالآلاف.
خلال العام منعت إسرائيل الطواقم الصحفية الأجنبية من دخول قطاع غزة، رغم مرور عام على بدء حربها على المنطقة الفلسطينية حيث يعيش 2 مليون شخص معظمهم أصبحوا نازحين محشورين في منطقة جغرافية صغيرة جنوبي القطاع مع تدمير واسع للبنية التحتية والإمدادات الأساسية للغذاء والمياه.
يتمتع الصحفيون ومكاتب ووسائل الإعلام بالحماية كمدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني، والاستهداف المتعمد -الذي تمارسه إسرائيل- يعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان. وفيما تصم حكومة الاحتلال الإسرائيلي آذانها عن الاتهامات الموجهة لها لم تقدم أي أدلة على مزاعمها في بعض الحالات أن الصحفيين يشاركون بشكل مباشر في الأعمال العدائية التي تؤدي إلى رفع الحماية عنهم كمدنيين.
لقراءة التقرير وإحصائية الضحايا أنقر هنا