اعتقلت السلطات الإيرانية، يوم السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023، الصحافية مليكا هاشمي، ضمن حملة -بدأتها العام الماضي- مستمرة لقمع الصحفيين والصحفيات في البلاد.
تعمل "مليكا هاشمي" مراسلة لوكالة "شهر" للأنباء، وجرى اعتقالها من محكمة "إيفين" بعد أن قدمت "للإدلاء ببعض الإيضاحات" حسب صحيفة شرق الإصلاحية التي لم تذكر التهم التي ألقي القبض على "هاشمي بسببها".
في الأشهر الماضية، عقب الاحتجاجات التي عمت البلاد منذ سبتمبر/أيلول2022، تم اعتقال أكثر من 70 صحفياً وصحفية إيرانية، نصفهم ما يزال في السجون. معظم الصحافيات المعتقلات هن من اللواتي نشرن تقارير في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية عن مهسا أميني (22 عاماً) التي توفيت في مركز ما يسمى "بشرطة الأخلاق"، أبرزهن نيلوفر حامدي، الصحافية بجريدة "شرق"، والصحافية الأخرى إلهة محمدي، اللتان نشرتا طريقة قتل الشابة "مهسا أميني" وما يزلن في السجن.
تعبر منظمة "صحفيات بلاقيود" عن بالغ تضامنها مع "مليكا هاشمي" وعشرات الصحافيات والصحافيين الذين يواجهون آلة القمع والتعسف التابعة للنظام الإيراني، ويدفعون ثمناً لإيمانهم بحرية الكلمة والتعبير عن الرأي.
وتؤكد "صحفيات بلاقيود" إن "على النظام الإيراني بدلاً من تكميم أفواه الصحافيين ومحاربة حرية الرأي والتعبير القيام بإصلاحات حقيقية تستجيب لمطالب النساء الإيرانيات اللواتي يخرجن يومياً ضد آلة القمع الوحشية، وينادين بشعارتهن الوطنية الإنسانية (المرأة، الحرية، حياة)".
وقالت "صحفيات بلاقيود" إن على السلطات الإيرانية -حتى تحقيق ذلك- الإفراج الفوري غير المشروط، عن "مليكا هاشمي" وكل الصحفيات والصحافيين الإيرانيين المحتجزين على خلفية هذه الأحداث أو بسبب الرأي والمعتقد، والسماح لوسائل الإعلام بتغطية الأحداث، دون قيود وقمع وترهيب.
وقالت توكل كرمان، رئيسة منظمة صحفيات بلاقيود": تلجأ الحكومة الإيرانية إلى الاعتقالات التعسفية ضد الصحفيات والصحفيين، والنشطاء البارزين، لمخاوفها من تسليط الأضواء على الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان". مشيرة إلى أن الاعتقالات تتم تحت حجج واهية، وتضيف كرمان: الدرب الذي يمضي به النظام ضد الصحافيات والصحافيين خطر وزلق على الأمة الإيرانية ومستقبلها".
تفرض السلطات الإيرانية قيودا صارمة لمنع تدفق المعلومات عبر الانترنت، وتستمر في منع العديد من التطبيقات الإلكترونية من العمل مثل تليغرام، فيسبوك، تويتر، وتَعُدُّ الحكومةُ الإيرانية مواقع التواصل الاجتماعي وتبادل المعلومات جزءًا من حرب "ناعمة" يشنها أعداؤها.
ما يقرب من ربع الصحفيات السجينات حول العالم مسجونات في إيران. وفقًا لتقرير مراسلون بلا حدود لعام 2022، من بين 78 صحفية مسجونة في جميع أنحاء العالم، تم سجن 18 امرأة صحافية في إيران. وبحسب هذه الرواية، فإن إيران هي أكبر سجن للصحفيات في العالم بعد الصين، بفارق سجينة واحدة فقط.
صحفيات عن منظمة بلاقيود
22 يناير/كانون الثاني 2023م