في اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، الذي يوافق الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، تُشدد منظمة "صحفيات بلا قيود" في دعوتها إلى المجتمع الدولي لأهمية محاسبة مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين حول العالم.
وفي هذا اليوم العالمي، تُشيد منظمة صحفيات بلا قيود بالمراسلين والصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذين يغطون الحروب والأزمات بكل شجاعة. إن عملكم المهني المستمر في توثيق جرائم الحرب والانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان لهو عملٌ ثمين، إذ يكشف ممارسات قد تظل مخفية عن الشعوب والحكومات، ويتطلب أن يواجه مرتكبوها المساءلة والمحاسبة. ومع ذلك، يستمر الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والصحفيات، بما في ذلك جرائم القتل المتعمد.
تفيد أحدث البيانات التي نشرتها اليونسكو بشأن جرائم قتل الصحفيين أن المعدل العالمي للإفلات من العقاب في هذه القضايا لا يزال مرتفعاً بشكل مُفزع، حيث يصل إلى 86٪ من إجمالي الجرائم التي سجلتها المنظمة منذ عام 2006.
شهد العام الماضي مقتل عشرات الصحفيين وتعرض المئات منهم لانتهاكات تهدد حياتهم وحقوقهم في حرية الرأي والتعبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتحتل الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، الصدارة؛ حيث يُقتل صحفي كل يومين في خطة ممنهجة تهدف إلى تقييد حق الجمهور في الوصول إلى الحقائق. إنها جرائم مروعة وغير مقبولة تتطلب وقفة حازمة من المجتمع الدولي لضمان محاسبة المجرمين بسرعة وفعالية.
لقد أصبح الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ظاهرة متفشية وليست مجرد حالات متفرقة، وقد مضى على استمرارها أكثر من عقد. تؤثر هذه الظاهرة سلباً على المجتمعات والدول في المنطقة وتحد من التنمية، كما تؤدي إلى تزايد الرقابة الذاتية وضعف الإعلام المستقل.
وقالت توكل كرمان، رئيسة منظمة "صحفيات بلا قيود" والحائزة على جائزة نوبل للسلام (2011): " بشجاعة بالغة، ينشر الصحفيون والصحفيات -في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران ومصر والمغرب والعراق، وفي جميع أنحاء المنطقة- التقارير عن الانتهاكات التي ترتكبها السلطات أو الجماعات المسلحة، ويغطون الجرائم المنظمة وأعمال الفساد والمظاهرات العامة، وفي المقابل، يواجهون خطر القتل والانتهاكات التي تُقيد حريتهم وعملهم الصحفي.
وأضافت كرمان أن "حماية الصحفيين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة ضدهم أمرٌ حيوي لاستتباب السلم والأمن في أي مجتمع، بل ولأمن المجتمع الدولي برمته."
كما أشارت إلى فشل القانون الدولي الإنساني في فرض آليات رادعة لمحاسبة مرتكبي الجرائم الوحشية ضد الصحفيين والصحفيات؛ فبحسب القانون الدولي، يُعتبر الصحفيون مدنيين لا يجوز المساس بهم، واستهدافهم عمداً يُعد جريمة حرب تستوجب المساءلة.
وأضافت: "ينبغي على المجتمع الدولي التوقف عن التغاضي عن الجرائم التي تستهدف الصحفيين ومحاسبة مرتكبيها."
منظمة صحفيات بلا قيود، في اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، تدعو إلى ما يلي:
- حث جميع الدول على التحقيق في جرائم قتل الصحفيين والانتهاكات المرتبطة بعملهم الصحفي فوراً وبفعالية وحيادية.
- دعوة المجتمع الدولي إلى بناء آلية شاملة لمساءلة مجرمي الحرب المرتكبين لجرائم ضد الصحفيين.
- حث الأمم المتحدة والهيئات العدلية الدولية على توجيه رسالة قوية بأن المجتمع الدولي لن يتسامح مع الهجمات ضد الصحفيين، وأن حقهم وحق الجميع في حرية التعبير يجب حمايته.
- حث دول العالم على حشد الموارد لدعم خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين.
صحفيات بلا قيود
2نوفمبر/تشرين الثاني 2024