صحفيات بلاقيود: الحوثي يرتكب جرائم حرب في حنكة آل مسعود بالبيضاء

اليمن ـ بقلق بالغ واستنكار شديد، تتابع منظمة “صحفيات بلا قيود” التقارير الواردة بشأن الانتهاكات والجرائم الوحشية التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في منطقة حنكة آل مسعود، بمديرية القريشية في محافظة البيضاء.

وتؤكد المنظمة أن هذه الجرائم تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وتعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقاً للقوانين الدولية.

وفقاً للمعلومات التي تلقتها منظمة “صحفيات بلا قيود”، والتي جمعها فريق المنظمة من مصادر متعددة، بدأت مليشيا الحوثي في الاحد، 5 يناير 2025، بفرض حصار خانق على منطقة حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء، حيث منعت وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المنطقة، مما فاقم معاناة المدنيين بشكل كبير. وبعد أربعة أيام من الحصار، في الخميس، 9 يناير 2025، شنت المليشيا هجوماً عسكرياً واسعاً على المنطقة، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بما في ذلك الدبابات والطائرات المسيّرة. أسفر هذا الهجوم عن مقتل وإصابة 15 مدنياً، إضافة إلى احتراق منزلين بالكامل وتضرر خمسة منازل بأضرار جسيمة نتيجة القصف العشوائي.

وفي الجمعة، 10 يناير 2025، وفي إطار محاولاتها إخفاء جرائمها ومنع توثيق الانتهاكات، قامت مليشيا الحوثي بقطع شبكات الاتصالات والإنترنت عن منطقة حنكة آل مسعود والقرى المجاورة لها، مما أدى إلى عرقلة نقل المعلومات وتوثيق الأحداث في المنطقة. تزامن ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للمليشيا من مركز محافظة البيضاء ومن محافظة ذمار.

في السبت، 11 يناير 2025، شنت المليشيا هجوماً أعنف من سابقه على المنطقة، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة، مثل الدبابات وقذائف المدفعية، إلى جانب الطيران المسيّر، ما أسفر عن سقوط العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن تهجير مئات الأسر من منازلها. كما ألحق الهجوم مزيداً من الأضرار بالمنازل والمرافق المدنية. اقتحمت مليشيا الحوثي المنطقة بشكل كامل، وبدأت بنشر آلياتها العسكرية وقناصتها على المرتفعات وأسقف المنازل ومآذن المساجد، في خطوة تهدف إلى تعزيز سيطرتها العسكرية على المنطقة. كما نفذت المليشيا حملة مداهمات واسعة للمنازل، شملت تنفيذ اعدامات ميدانية، تفخيخ منازل، نهب ممتلكات المدنيين من الذهب والأموال والوثائق العقارية، بالإضافة إلى اختطاف العشرات من السكان المدنيين.

كما رافق الهجوم حصارٌ مطبق حال دون إسعاف المصابين أو وصول المساعدات الطبية إليهم، مما تسبب في تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير، و تزايد حالات الوفاة بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

في الأحد، 12 يناير 2025، استمرت المليشيا في تصعيد الهجوم، حيث نفذت مزيداً من المداهمات والاختطافات، وقامت بتفخيخ ستة منازل، فجرت منها حتى تاريخ كتابة هذا البيان ثلاثة منازل بالكامل، وهي:

منزل علي أحمد الجوبلي المسعودي.

منزل محمد صالح الجوبلي المسعودي.

منزل محمد أحمد حسين المسعودي.

إضافة إلى تدمير معظم المنازل في المنطقة جزئياً نتيجة القصف المستمر.

تؤكد منظمة “صحفيات بلاقيود” أن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في منطقة حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء تشكل خروقات جسيمة وواضحة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقاً لنظام روما الأساسي. إن استهداف المدنيين، وقصف منازلهم بشكل عشوائي باستخدام الطيران المسيّر والأسلحة الثقيلة، بالإضافة إلى تفخيخ المنازل وتفجيرها، يشكل انتهاكاً صارخاً للمادة 51 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949 والمادة 8(2)(ب) من نظام روما الأساسي.

كما أن عمليات القتل العمد والإعدامات الميدانية التي نفذتها المليشيا تُعد جرائم حرب وفقاً للمادة 8(2)(ج) من نظام روما. وتعتبر ممارسات التهجير القسري لمئات الأسر ونهب ممتلكات المدنيين، بما في ذلك الوثائق العقارية الثمينة مثل “البصائر”، انتهاكاً صريحاً للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، كما يعد نهب الممتلكات جريمة حرب بموجب المادة 8(2)(ب)(16) من نظام روما الأساسي.

في ذات السياق، فإن الحصار الخانق المفروض على المنطقة ومنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية يُعد بمثابة استخدام للتجويع كسلاح حرب، وهو محظور بموجب المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول ويشكل جريمة حرب وفقاً للمادة 8(2)(ب)(25) من نظام روما. علاوة على ذلك، فإن استخدام مآذن المساجد لأغراض عسكرية يشكل انتهاكاً للمادة 53 من البروتوكول الإضافي الأول.

إن جميع هذه الأفعال تؤكد نمطاً ممنهجاً من الجرائم والانتهاكات، ما يستوجب تحقيقاً دولياً مستقلاً لمحاسبة المسؤولين عنها، وضمان إنصاف الضحايا.

تعرب منظمة “صحفيات بلا قيود” عن إدانتها الشديدة لهذه الجرائم والانتهاكات المروعة التي ترتكبها مليشيا الحوثي، والتي تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. محذرةً من أن استمرار هذه الجرائم و الانتهاكات يشكل تهديداً مباشراً للسلام والاستقرار في اليمن، ويعكس تهاوناً خطيراً في تطبيق القانون الدولي وحقوق الإنسان.

تحمل “صحفيات بلا قيود” مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن الجرائم والانتهاكات الموثقة، بما في ذلك القتل الممنهج، التهجير القسري، وتدمير المنازل بشكل كامل. وتؤكد أن استمرار هذه الجرائم في ظل صمت المجتمع الدولي يعد وصمة عار ويشجع المليشيا على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب اليمني.

 تدعو المنظمة المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لوقف الهجوم العسكري المستمر على منطقة حنكة آل مسعود ورفع الحصار المفروض عليها. كما تطالب المنظمة بإجراء تحقيق دولي في الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين في المنطقة، وضمان محاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية المختصة.

وتشدد المنظمة على ضرورة تقديم دعم إنساني عاجل للسكان المتضررين، وضمان وصول الإغاثة الإنسانية والطبية إلى المدنيين المحاصرين في المناطق المتأثرة. كما تحث المنظمة المجتمع الدولي على فرض عقوبات فورية على قيادات مليشيا الحوثي المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم، مع اعتبارهم مسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

تكرر منظمة “صحفيات بلا قيود” دعوتها للمجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته في وقف هذه الجرائم، وإنصاف الضحايا، وضمان حماية حقوق الإنسان في اليمن.

صادر عن منظمة صحفيات بلاقيود

13 يناير/ 2025