Ar 
En 
بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، الذي يحتفى به هذا العام تحت شعار “الذكاء الاصطناعي والتعليم: فاعلية الإرادة البشرية في عالم مُؤتمت”، تجدد منظمة صحفيات بلا قيود التأكيد على أهمية التعليم كحق إنساني أساسي، وركيزة لتحقيق السلم والتنمية المستدامة. التعليم يمثل الوسيلة الأهم لمواجهة تحديات العصر، بما فيها التطورات التكنولوجية المتسارعة، ويُعد عاملًا أساسيًا لتعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية.
وأكدت بلا قيود أن التعليم حق إنساني ومسؤولية عالمية حيث نصت المادة (26) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن التعليم حق لكل فرد، مع ضمان مجانيته وإلزاميته في مرحلته الابتدائية، وتوسيع فرص التعليم العالي للجميع دون تمييز. رغم هذا، تشير تقارير دولية، بما فيها تقارير منظمة اليونيسف، إلى وجود 244 مليون طفل ومراهق حول العالم محرومين من التعليم، بالإضافة إلى 617 مليونًا يعانون من ضعف مهارات القراءة والكتابة والحساب.
ولفتت بلاقيود الى وضع التعليم في مناطق النزاع مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا، حيث أدت الصراعات المسلحة إلى تدمير آلاف المدارس، وتحويل بعضها إلى مواقع عسكرية أو مراكز إيواء، مما يحرم ملايين الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم، ويهدد مستقبل أجيال كاملة.
وقالت بلاقيود ان التعليم في منطقتنا العربية يواجه تحديات وأزمات مركبة اهمها تدمير البنية التحتية التعليمية بسبب النزاعات المسلحة التي دمرت آلاف المدارس وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية أو مراكز للنازحين, وأدلجة المنهاج التي تجعل من المدارس أدوات لبث الإيديولوجيات، مما يضعف التفكير النقدي والابتكار والابداع بين التلاميذ.
كما يواجه جودة التعليم تدهورا في المؤسسات التعليمية التي تواجه صعوبات في تحقيق معايير تواكب متطلبات العصر الرقمي, إضافة إلي وضع تعليم الفتيات في المناطق الريفية والمهمّشة حيث يعانين من حرمان مضاعف، ما يؤدي إلى تعميق الفجوة بين الجنسين في التعليم.
الذكاء الاصطناعي والتعليم: فرصة وتحدٍ
وقالت بلا قيود إن الذكاء الاصطناعي اليوم يقدم فرصًا واعدة لتحسين جودة التعليم وتعزيز إمكانية الوصول إليه، إلا أن ذلك يتطلب سياسات واضحة تضمن الفاعلية الإنسانية، وتحمي التعليم من التأثيرات السلبية للتحول الرقمي السريع.
دعوات وتوصيات
ودعت منظمة صحفيات بلا قيود بمناسبة هذا اليوم، إلى:
1.ضمان التعليم الشامل والمتساوي للجميع، مع إيلاء اهتمام خاص للأطفال والشباب في مناطق النزاعات.
2.إعادة بناء البنية التحتية التعليمية في البلدان المتضررة من الحروب، وضمان بيئة آمنة للتعليم.
3.تحديث المناهج التعليمية لتشمل المهارات الرقمية، وتعزيز التفكير النقدي والابتكار.
4.تعزيز الاستثمار في التعليم العالي، وربطه بسوق العمل لتحقيق التنمية المستدامة.
5.الحد من تأثير الأيديولوجيات على التعليم، وضمان حيادية المناهج وارتباطها بالقيم الإنسانية العالمية.
كما حثت منظمة صحفيات بلا قيود المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لدعم التعليم في مناطق النزاعات، وتقديم التمويل اللازم لإعادة بناء المؤسسات التعليمية، وضمان توفير التعليم للجميع كجزء من الالتزام بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
خاتمة
في اليوم العالمي للتعليم، نعيد التأكيد على أهمية التعليم كحق إنساني وأداة أساسية لتحقيق المساواة والعدالة والتنمية. التعليم هو البوابة نحو مستقبل أفضل وأكثر استدامة، ويجب أن يظل في صدارة أولويات العالم لبناء مجتمعات مزدهرة ومتطورة.
