
تعرب منظمة صحفيات بلا قيود عن إدانتها الشديدة وقلقها البالغ إزاء الجرائم الوحشية والانتهاكات المنهجية التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع بحق المدنيين في مدينة أم كدادة ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين بولاية شمال دارفور، والتي تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
تشير المنظمة، استنادًا إلى شهادات مباشرة من مصادر ميدانية، إلى أن قوات الدعم السريع نفذت بتاريخ 10 أبريل 2025 عملية اقتحام لمدينة أم كدادة، قامت خلالها بتصفية العشرات من المدنيين، وهي الجريمة التي وثّقتها كذلك مجموعة محامو الطوارئ التي أكدت مقتل 52 مدنيًا بدم بارد. كما رصدت منظمة صحفيات بلا قيود قيام تلك القوات باقتحام المستشفى المحلي والاعتداء على المرضى، وتصفية الكادر الطبي بالكامل، في انتهاك صارخ للقواعد التي تحكم العمل الإنساني وتوفير الحماية للطواقم الصحية.
وتؤكد المنظمة أن معسكر زمزم للنازحين تعرض خلال الأيام الماضية لقصف مدفعي مكثف، أعقبه هجوم بري في 11 أبريل خلّف مجزرة جديدة راح ضحيتها عشرات المدنيين، وأجبر مئات العائلات على النزوح القسري في ظروف إنسانية مروّعة، مع تدمير المرافق الصحية ومصادر المياه، واستهداف ممنهج للعاملين في المجال الإغاثي. كما أن معسكر أبو شوك للنازحين تعرّض منذ فبراير الماضي لقصف متكرر أسفر عن سقوط قتلى ودمار واسع في البنية التحتية، وتسبب في موجات نزوح داخلي كثيفة.
تلفت المنظمة إلى أن هذه الوقائع تتقاطع مع ما أكدته تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أشار إلى استهداف المدنيين في الفاشر ومحيطها، واعتبر ذلك انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، مطالبًا بوقف فوري للقتال ومحاسبة المسؤولين. كما أعربت منظمة الصحة العالمية عن صدمتها من مقتل العاملين في القطاع الطبي بمخيم زمزم أثناء أداء واجبهم، وهو ما يشكّل خرقًا جسيمًا للحماية التي توفرها اتفاقيات جنيف للطواقم الطبية.
وإذ تدين منظمة صحفيات بلا قيود هذه الفظائع، فإنها تشدد على أن الجرائم المرتكبة لم تكن لتتكرر بهذا الشكل الممنهج لولا تلقي الدعم السياسي والمالي والعسكري من أطراف إقليمية، وتطالب المجتمع الدولي بمساءلة ومحاسبة الجهات التي توفر الغطاء والدعم لقوات الدعم السريع، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ورد اسمها مرارًا في تقارير إعلامية ودولية موثوقة كداعم رئيسي للميليشيا المتورطة في هذه الجرائم.
وعليه، تدعو المنظمة إلى فتح تحقيق دولي عاجل وشفاف تحت إشراف الأمم المتحدة بشأن الجرائم المرتكبة في أم كدادة ومخيمي زمزم وأبو شوك، وإحالة مرتكبيها إلى المحكمة الجنائية الدولية، واتخاذ إجراءات رادعة بحق الدول والأطراف التي تقدم الدعم للميليشيات المسلحة، بما في ذلك فرض حظر شامل على تزويدها بالسلاح والتمويل. كما تدعو إلى ضمان الوصول الإنساني الآمن والفوري إلى المناطق المتضررة، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين والعاملين في المجالين الصحي والإغاثي، ورفع الحصار المفروض على مدينة الفاشر.
وتؤكد منظمة صحفيات بلا قيود التزامها الكامل بتوثيق الانتهاكات وملاحقة الجناة على كافة المستويات، وتعتبر أن الصمت الدولي المستمر يمثل تواطؤًا خطيرًا وتخليًا عن القيم الإنسانية والعدالة، في وجه مأساة تتسع يومًا بعد يوم في ظل إفلات المجرمين من العقاب.
صادر عن منظمة صحفيات بلا قيود
14 أبريل 2025