البيانات الصحفية

"صحفيات بلا قيود" تدين التنكيل الوحشي بالحائزة على نوبل "نرجس محمدي"

"صحفيات بلا قيود" تدين التنكيل الوحشي بالحائزة على نوبل "نرجس محمدي"

تعرب منظمة "صحفيات بلا قيود" (WJWC) عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ لإقدام السلطات الأمنية الإيرانية على إعادة اعتقال الناشطة الحقوقية البارزة والحائزة على جائزة نوبل للسلام، نرجس محمدي، بشكل تعسفي يتسم بالعنف المفرط، وذلك مساء الجمعة الموافق 12 ديسمبر/كانون الأول 2025، في مدينة مشهد (شمال شرق إيران).

ووفقاً للمعلومات الموثقة التي حصلت عليها وحدة الرصد في المنظمة، فقد قامت قوات الأمن بمحاصرة مسجد في مدينة مشهد، حيث كانت تُقام مراسم تأبين للمحامي والناشط الحقوقي الراحل "خسرو علي كردي"، وقامت باقتحام المكان والاعتداء بالضرب على المشاركين. وقد طال هذا الاعتداء السيدة نرجس محمدي، حيث تعرضت للضرب على ساقيها وسحلها من شعرها قبل اقتيادها إلى جهة مجهولة، في انتهاك صارخ لكرامتها الإنسانية وسلامتها الجسدية.

وتشير المنظمة إلى أن هذا الاعتقال لم يقتصر على محمدي فحسب، بل شمل حملة مسعورة طالت ما يقارب 39 ناشطاً مدنياً ومشاركاً في المراسم، بينهم الناشطة المعروفة "سبيده قليان"، والمحامي "جواد علي كردي" شقيق الراحل، والناشطة "بوران ناظمي"، وذلك بذريعة واهية ساقها المدعي العام في مشهد تتعلق بـ "ترديد شعارات مخالفة للمعايير" و"الإخلال بالنظام العام".

وقالت السيدة توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام ورئيسة منظمة "صحفيات بلا قيود"، "نتابع بقلق بالغ وغضب شديد إقدام السلطات الإيرانية على إعادة اعتقال زميلتي في نوبل، المناضلة الحقوقية نرجس محمدي، واستخدام العنف غير المبرر ضدها وضد ناشطين مدنيين عُزل أثناء مشاركتهم في مراسم عزاء".

وأضافت: أن هذا السلوك القمعي، الذي لم يحترم حتى قدسية الموت ومراسم التأبين، لا يعكس قوة النظام، بل يكشف عن هشاشته وخوفه العميق من الكلمة الحرة ومن أي تجمع سلمي يذكر الناس بحقوقهم المسلوبة. إن نرجس محمدي، بصمودها الاستثنائي رغم تدهور وضعها الصحي، تمثل الصوت الحي للضمير الإيراني الذي لا يمكن إسكاته خلف القضبان.

وتؤكد منظمة "صحفيات بلا قيود" تعلى النقاط القانونية والحقوقية التالية:

  1. انتهاك الحق في التجمع السلمي: إن مشاركة نرجس محمدي والنشطاء الآخرين في مراسم عزاء هو ممارسة أصيلة لحقهم في التجمع السلمي وحرية التعبير، المكفولة بموجب المادتين (19) و(21) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي تعد إيران طرفاً فيه.
  2. التعسف في استخدام القوة: إن الشهادات التي تؤكد تعرض محمدي للضرب والسحل تمثل انتهاكاً للمواثيق الدولية المناهضة للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
  3. الخطر المحدق بالصحة: تحذر المنظمة من العواقب الوخيمة لهذا الاحتجاز على حياة نرجس محمدي، التي أُفرج عنها مؤقتاً في ديسمبر/كانون الأول 2024 لأسباب طبية قاهرة تتعلق بمعاناتها من أمراض خطيرة في القلب والرئتين. إن إعادتها للسجن في ظل هذه الظروف يرقى لكونه شروعاً في القتل البطيء.
  4. منهجية القمع: ترى المنظمة أن تزامن هذا الاعتقال مع التشكيك في أسباب وفاة المحامي "خسرو علي كردي" -الذي توفي في ظروف غامضة داخل مكتبه- ومصادرة كاميرات المراقبة، يؤكد سعي السلطات لطمس الحقائق وترهيب كل من يسعى للعدالة. وتثير وفاة خسرو علي كردي (45 عاماً)، المدافع عن معتقلي احتجاجات 2022، شبهات قوية لدى منظمات حقوقية حول تورط الدولة في قتله.

وبناءً على ما سبق، تطالب منظمة "صحفيات بلا قيود" بالآتي:

  • السلطات الإيرانية: بالإفراج الفوري وغير المشروط عن نرجس محمدي، وسبيده قليان، وكافة المعتقلين تعسفياً على خلفية مراسم التأبين، وضمان حصولهم فوراً على الرعاية الطبية اللازمة والاتصال بذويهم ومحاميهم.
  • المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران: بفتح تحقيق عاجل في ملابسات وفاة المحامي خسرو علي كردي، وفي وقائع العنف التي رافقت اعتقال المعزين.
  • المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي: بعدم الاكتفاء ببيانات القلق، وممارسة ضغوط دبلوماسية حقيقية تتناسب مع حجم الانتهاكات، تفعيلاً للمسؤولية الدولية في حماية المدافعين عن حقوق الإنسان.

وقالت توكل كرمان: إن استهداف حائزة على جائزة نوبل للسلام بهذه الطريقة الفجة هو رسالة تحدٍ واضحة للمجتمع الدولي ولكل القيم الإنسانية. لذا، فإنني أحمل السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن سلامة نرجس محمدي وحياتها، خاصة في ظل التقارير الطبية التي تؤكد حاجتها الماسة للرعاية الصحية خارج السجن.

وأضافت: "أدعو الهيئات الأممية، وكافة المنظمات الحقوقية، وأحرار العالم، إلى التحرك الفوري ليس فقط للمطالبة بالإفراج عن نرجس ورفاقها، بل لتسليط الضوء على الانتهاكات المنهجية التي يتعرض لها الشعب الإيراني. إن الحرية قادمة لا محالة، ومحاولات كسر إرادة النساء المدافعات عن الحقوق لن تزيدنا إلا إصراراً على مواصلة النضال."

 

 

 

Author’s Posts

مقالات ذات صلة

Image