لقد وضعنا نصب أعيننا ونحن نعد القائمة السوداء التي تتضمن أسماء الجهات والأشخاص التي وقعت في خطيئة الاعتداء على حرية التعبير وانتهاك حرية الصحافة ، أن لا نفعل ذلك مدفوعين بالثأر والانتقام تلك خطيئة أخرى نربأ بأنفسنا الوقوع فيها ،
لقد كان المقصود وسيظل الهدف من القائمة السوداء هو كبح الانتهاكات التي تطال حرية الصحافة عبر تسليط الضوء على الجهات والأشخاص الذين يرتكبون الانتهاكات عن سبق إصرار وترصد ، ونحن بذلك نوجه دعوة مباشرة إلى إجراء إصلاحات إستراتيجية لتلك الجهات ، تطال بنيتها الإدارية وكيفية اتخاذ القرار بحيث تنسجم مع روح الدستور والقانون الحارسان الأمينان للحقوق والحريات ، وهي من جهة أخرى دعوة إلى توبة أو استقالة أو إقالة أولئك الأشخاص القائمين على تلك المؤسسات والذين يصرون على المضي في خطيئة انتهاك الحقوق والاعتداء على الحريات ، وهي بطريقة غير مباشرة تمثل ردعا وزجرا وعبرة حتى لا يقع فيها أناس آخرون مستقبلا.
سنوضح هنا أن القائمة السوداء .. لأعداء حرية الصحافة والتي تتضمن جهات وأشخاص ستبقى تقليدا سنويا من الآن لمنظمتنا صحفيات بلا قيود نعلنها بالتزامن مع تقريرنا السنوي ، عن الحريات الصحفية في اليمن ، ونضعها أمام الرأي العام والنخب والقيادات السياسية والاجتماعية وامام المجتمع وقواه الحيه وأمام انصار حرية الرأي التعبير والغيورون عليها أينما كانوا وحيثما كانوا .. أملا في احتشاد قوى الخير وتجميع جهود انصار حرية الصحافة من أجل الانتصار لحرية التعبير في اليمن .
وسيكون على ذلك لكل عام قائمته السوداء الخاصة به ، إن من شأن ذلك أن يعطي فرصة حقيقية للجهات والأشخاص الذين تضمنتهم
القائمة السوداء في أي عام ، أن يغيروا من موقعهم وأن يحسنوا من وضعهم في القائمة السوداء وفي المؤشر الأسود في العام اللاحق ،
إما بالتقليل من الحالات ومعدلات الانتهاك أو بالمغادرة نهائيا منها.وسيمثل ذلك تعزيزا مباشرا لأي خطوات أيجابية ،
تتخذها تلك المؤسسات والقائمين عليها إذا ماخطو خطوات إيجابية فعلا.
ونحن بذلك لا نظهر القطيعة ، ومن ابتعد عن القائمة السوداء شبرا .. ابتعد عنه المؤشر الأسود ذراعا ، إن من شأن ذلك أن يقلل فرص تكرار الانتهاكات في كل عام من نفس الجهات والأشخاص ، وبالمحصلة من شأنه أن لا يكن لحرية الصحافة أعداء دائمون بل أصدقاء دائمون .
سنوضح هنا .. أن إنجاز القائمة السوداء الاولى جاء بناء على التقارير السنوية الثلاثة التي أصدرتها منظمة صحفيات بلا قيود عن الانتهاكات التي طالت حرية الصحافة خلال عام 2005 ، و2006 ، والنصف الأول من عام 2007 والتي وزعت على الصحف ووسائل الإعلام ، كما استرشدنا ايضا بتقارير لجنة حماية الصحفيين ومراسلين بلا حدود ومنظمة العفو الدولية ومركز عمان والخارجية الأمريكية ، وقد حرصنا ونحن نعد القائمة السوداء على أن نعتمد المهنية والموضوعية والدقة العالية في الاحصاء ، وسنشير هنا إلى مجموعة من الملاحظات :
•1- هناك انتهاكات متعددة تحدث للحالة الواحدة في المرة الواحدة ، فقد أخذنا في الاعتبار مثلا أن ماتعرض له الصحفي جمال عامر من اختطاف وضرب أنه انتهاك متنوع بين الاختطاف والضرب .
•2- هناك انتهاكات ترتكبها أكثر من جهة .. حيث بإمكاننا ان نضع في الاعتبار أن الذين اعتدوا على جمال عامر - مثلا - كانوا يستقلون سيارة جيش .. وأن عامر وجه طلبات للداخلية بالتحقيق ولم تفعل شئ ، وأن الأمن السياسي والقومي ظلا متفرجين محايدين على الأقل .. وهناك اتهامات طبيعة انهم وراء العملية .. فمن حقنا على ذلك أن نعتبر ان الجهات المسؤولة عن الاعتداء على جمال عامر أربع جهات ( الجيش ، والداخلية ، والامن القومي والسياسي ) ، وهو ماأخذناه في الاعتبار عند إحصاء النقاط لمنتهكي الحريات الصحافة وإعداد القائمة السوداء والمؤشر الأسود .
•3- هناك تداخل بين مهمة الأمن السياسي والقومي لا سيما فيما يتعلق بالحقوق والحريات ، ونظرا لعدم توفر الشفافية وإلى وجود تداخل يشكوا منه الجهازان فعلا .. فإن هناك انتهاكات اشترك فيها الجهازين ، وسنظل نلقي عليهما المسؤولية المشتركة في تلك الانتهاكات التي تقيد ضد مجهول ، مضيفين وزارة الداخلية هنا .. لانها لم تقم بالتحقيق وليس لأنها ارتكبتها .
•4- بالنسبة للانتهاكات التي ترتكبها وزارة الإعلام .. فإن معظمها قد ارتكبتها الوزارة والأمن القومي .. لا سيما في حالة الحرمان التصريح للصحف ، لدينا من الأدلة الكافية أن الحصول على التراخيص تبدأ الخطوات الحاسمة من بوابة الأمن القومي ، وتنتهي منها ، وهو المسؤول الأول عن الحرمان والمنع من تصاريح وسائل الإعلام .
•5- بالنسبة للانتهاكات التي ترتكبها وزارة الداخلية ، فمعظمها تلك التي لم تحقق فيها ، ولم تقم بواجبها في الوصول للمعتدي للتحقيق معه ، وتقديم العدالة، بالإضافة إلى مجموعة من الانتهاكات التي ترتكبها الأجهزة التابعة لها ( الأمن العام الامن المركزي البحث الجنائي بالإضافة إلى الانتهاكات التي يرتكبها حراس مؤسسات الدولة ) واعتبرنا ان ممثل الجميع هو وزير الداخلية وقد تم وضعه في القائمة على هذا الأساس .
•6- أدخلنا في القائمة السوداء أولئك الذين تجاوزوا 1% من إجمالي الانتهاكات.
جدول البيانات جدول رقم ( 1) .. جدول احصائي للانتهاكات خلال عامي 2005، 2006 والنصف الأول من عام 2007
الجهة |
المسؤول الاول فيها |
منع إصدار وطباعة الصحف ومواقع المترونية |
اختطاف وضرب |
محاكمة وسجن |
احتجاز و منع من مزاولة العمل |
أخرى تهديد- احتلال- قذف سرقة- |
إجمالي الانتهاكات |
نسبة الانتهاكات |
المؤشر الأسود |
|
الأمن القومي |
علي الآنسي |
74 |
8 |
3 |
11 |
96 |
27.82% |
2.782 |
||
2 |
وزارة الإعلام |
حسن اللوزي |
85 |
10 |
95 |
27.53% |
2.753 |
|||
3 |
وزارة الداخلية |
د. رشاد العليمي |
6 |
11 |
5 |
26 |
6 |
54 |
15.65% |
1.565 |
4 |
الأمن السياسي |
غالب القمش |
2 |
13 |
2 |
19 |
4 |
40 |
11.59% |
1.159 |
5 |
التوجيه المعنوي |
علي الشـاطر |
1 |
2 |
7 |
10 |
3.18% |
0.318 |
||
7 |
جهات أخرى |
6 |
20 |
8 |
15 |
49 |
14.20% |
1.304 |
||
168 |
42 |
39 |
61 |
35 |
345 |