أدانت منظمة صحفيات بلاقيود الاستهداف الغاشم الذي أودى بحياة خمسة صحافيين فلسطينيين فجر الخميس 26 ديسمبر كانون الأول 2024، بقطاع غزة.
وقالت المنظمة بأن القصف الإسرائيلي الذي طال عربة بث تلفزيوني أمام مستشفى العودة، هو استمرار لسياسة تصفية الشهود عمداً، وهي السياسة التي تنتهجها اسرائيل، بغرض منع نقل آثار أفعال الإبادة وتزويد العالم بالمعلومات.
وفجر اليوم الخميس، كان الصحفي أيمن الجدي في انتظار مولوده الأول، وقد خرج أيمن من مستشفى العودة ليقضي ساعات الانتظار القلقة مع زملائه في باص البث التلفزيوني، بحسب بيان نقابة الصحافيين الفلسطينيين، فقد قصف جيش الاحتلال عربة البث وقتل خمسة من العاملين في القناة بينهم أيمن.
وذكرت قناة القدس، أسماء العاملين الذين قتلوا في القصف، وهم: فيصل أبو القمصان، وأيمن الجدي وإبراهيم الشيخ علي، وفادي حسونة، ومحمد اللدعة.
واطلعت صحفيات بلا قيود، على تقارير مرئية وثقت استهداف الصحفيين الخمسة، حيث بدا واضحاً الرموز المطبوعة على السيارة والتي تشير بأنها عربة بث تلفزيوني «TV» وكلمة PRESS واضحة على باب السيارة المحترقة. ويعد هذا دليلاً إضافياً على استهداف الصحافيين عمداً.
ورصدت منظمة صحفيات بلا قيود، مقتل 11 صحفياً في قطاع غزة، بأقل من شهر، في الفترة بين 1 و 26 كانون الأول/ديسمبر الحالي.
وكان منتدى الحرية في واشنطن، قبل سنة، قد قال بأن عدد الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة يفوق عدد الصحفيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام والحرب الكورية. يذكر أن العدد قد ارتفع من 87 في ديسمبر 2023 إلى 201 في ديسمبر 2024.
في تقرير سابق لصحفيات بلا قيود، قالت توكل كرمان رئيسة المنظمة «إنه لأمرٌ مفزع أن يقُتل الصحفي وتباد عائلته بسبب قيامه بعمله الصحفي، إن استهداف الصحفيين والصحفيات أثناء تأدية عملهم لم تكن حوادث فردية ولا صدفا، بل كانت عمليات ممنهجة، ومدروسة بعناية، وتمثل تصاعدًا مقلقًا في سياسة إسكات الأصوات الحرة ومنع نقل الحقيقة».
وأشار التقرير الذي يحمل عنوان "عام إبادة الصحفيين في غزة"، بأن استهداف الصحفيين لم يكن عشوائياً «في أكثر من حالة؛ عَمَد الاحتلال على استهداف الطواقم الصحفية خلال تغطية الحقائق رغم إبلاغها المسبق بوجود طواقم صحفية تعمل في المكان، ووجود كل الإشارات على أن من يعمل هم صحفيين».
ويعد استهداف الصحفيين في النزاعات المسلحة مع وجود ما يشير إلى أنهم صحفيين، جريمة حرب. ويمثل استهداف إسرائيل للصحفيين الفلسطينيين المستمر، انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، إذ تنص اتفاقيات جنيف، وخاصة البروتوكول الإضافي الأول (المادة 79)، على حماية الصحفيين خلال النزاع المسلح، كما تنص المادة 8 من الإتفاقية الدولية الخاصة بسلامة الصحفيين والمهنيين الإعلاميين الآخرين واستقلاليتهم، على حماية الصحفيين كمدنيين أثناء النزاع المسلح، وضمان حمايتهم واحترامهم، إضافة إلى الحماية القانونية التي يوفرها القانون الدولي للمستشفيات ومحيطاتها والأعيان المدنية أيضاً.
وتعتقد صحفيات بلا قيود إن إفلات قادات إسرائيل من العقاب على قتل الصحفيين، جعل حساسيتهم تجاه هذه الجرائم معدوماً. استهداف الصحفيين الخمسة مع وجود الإشارات التي تدل على انهم صحفيين، جريمة. وقصف سيارة بمحيط المستشفى جريمة. وبهذا الصدد تشير المنظمة إلى أن الصمت الدولي على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل يضع ثقة النظام الدولي لحماية حقوق الإنسان على المحك.
وتدعو صحفيات بلا قيود، المجتمع الدولي للضغط على سلطات الاحتلال لإجبارها على اتخاذ تدابير فعلية من شأنها حماية المدنيين ومنهم الصحفيين في قطاع غزة، إضافة إلى الإسراع بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية، وتقديم المنفذين المباشرين والمسؤولين عن أفعال الإبادة وغيرها من الانتهاكات إلى العدالة، ومنها محاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق الصحفيين، وفقًا للمواد 7 و8 من نظام روما الأساسي.