البيانات الصحفية

للسنة الثالثة على التوالي.. مئات الآلاف في غزة محرومون من التعليم

للسنة الثالثة على التوالي.. مئات الآلاف في غزة محرومون من التعليم

عبرت منظمة «صحفيات بلا قيود» عن قلقها البالغ من حرمان مئات الآلاف من الطلاب الفلسطينيين في قطاع غزة من حقهم في التعليم، للسنة الثالثة على التوالي.

وقالت المنظمة إنه من المؤسف أن تبدأ معظم دول العالم، السنة الدراسية الجديدة في أيلول/سبتمبر الجاري، بينما يُقصف الطلاب الفلسطينيون وعائلاتهم في المدارس والمباني إلى تحولت إلى مراكز إيواء أملاً في النجاة من حرب الإبادة التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ 23 شهراً.
منذ أكتوبر 2023، شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي هجمات مباشرة على أكثر من 550 مدرسة في قطاع غزة، واستخدمت في هجماتها المروعة، ذخائر مختلفة، بينها ذخائر أميركية شديدة التدمير، ما تسبب في قتل آلاف المدنيين وتدمير بعض المدارس والمنشآت التعليمية تدميراً كلياً، ونتيجة لذلك، يُحرم أكثر من 600 ألف طالب وطالبة من مواصلة التعليم.

النازحون في المدارس

ولفتت صحفيات بلا قيود، أنه ومنذ استئناف الإبادة في شهر مارس الماضي، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها على المدارس والمباني المدنية التي تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين، بما في ذلك مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمدارس الحكومية والأهلية.
ووفقاً للأمم المتحدة، في مايو الفائت، فقد تعرضت أكثر من 95% من مدارس غزة لأضرار متفاوتة، وأن 501 مدرسة من مدارس القطاع تحتاج إلى إعادة بناء بالكامل أو تأهيل رئيسي لإعادة تشغيلها.
ومن الحالات التوضيحية التي وثقتها صحفيات بلا قيود، في شهر مايو فقط ما يلي:

·         قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة أبو هميسة بمخيم البريج الثلاثاء 6 مايو، كانت المدرسة التابعة لوكالة الأمم المتحدة  لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تؤوي قرابة 2000 نازح، وأسفرت الهجمة المتعمدة عن مقتل 30 شخصا على الأٌقل بينهم نساء وأطفال.

·         قصفت قوات الاحتلال، مدرسة فاطمة بنت أسد الإعدادية الحكومية، في جباليا، بتاريخ 12 مايو، ما أدى إلى مقتل 15 مدنياً، بينهم 8 أطفال وامرأتان، قبل أن يعود الاحتلال لقصف مدرسة بنات جباليا الابتدائية الحكومية الملاصقة لمدرسة فاطمة بنت أسد.

·         قصفت قوات الاحتلال بدون سابق إنذار، بتاريخ 28 مايو، مدرسة فهمي الجرجاوي شرق مدينة غزة، كانت تؤوي آلاف النازحين، ما أدى إلى مقتل 31 مدنياً، تمزقت جثامينهم، وتطايرت مع المبنى عشرات الأمتار.

الطلاب الضحايا
وأشارت وزارة التربية والتعليم العالي في قطاع غزة، الثلاثاء، 2أيلول/سبتمبر الجاري، أن عدد الطلاب الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، 18 ألفاً و508 طالبا، بينما يتجاوز عدد المصابين 28 ألفاً و 142 طالباً، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 3 أيلول/سبتمبر الجاري، بلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل ووصلت جثامينهم إلى المستشفيات 63,746 شهيدًا (ثلاثة وستون ألفًا وسبعمائة وستة وأربعون)، بينهم 2,339 استشهدوا أثناء بحثهم عن المساعدات، في ظل عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الركام أو في الشوارع، وذلك بحسب التقارير الإحصائية اليومية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وفي 20 أغسطس/آب، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية عربات جدعون 2 لاحتلال مدينة غزة، بالتزامن مع وصول المدنيين المحاصرين إلى مرحلة الموت جوعًا، حيث سجلت وزارة الصحة 6 حالات وفاة جديدة بسبب الجوع خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 367 حالة وفاة، منهم 131 طفلًا.

مستقبل قاتم
ونوهت صحفيات بلا قيود إلى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي لم تترك أي فرصة للطلاب في غزة لمواصلة تعليمهم، حيث تسفر التدابير المستمرة، إلى حرمان عشرات الآلاف من الطلاب، حتى من المبادرات المجتمعية للتعليم في مراكز الإيواء، وذلك بسبب القصف المتكرر أو الأوامر العسكرية بإخلاء المنطقة التي تجعل السكان في حالة تشرد مستمر، وحتى محاولات استئناف التعليم الجامعي عن بُعد، تُحبطها التدابير الإسرائيلية مثل القصف وقطع الكهرباء والانترنت.
وأوضحت المنظمة إلى أن التدمير الممنهج للمنظومة التعليمية يضع مئات الآلاف من الطلاب أمام مستقبل مظلم، إذ باتوا يفتقدون أبسط حقوقهم الأساسية، بينما تنحصر حياتهم اليومية في محاولات النجاة والبحث عن الغذاء والماء.
وحذرت صحفيات بلا قيود من التأثيرات الناجمة من هذا الاستهداف الممنهج، وامتداد أضرارها إلى الأمدين القريب والبعيد حيث تنذر بمستقبل قاتم لأجيال كاملة.  
ويعد استهداف المدارس ورياض الأطفال والجامعات، وفرض ظروفاً معيشية قسرية على السكان، انتهاكاً صارخا لحقوق السكان في الحياة والكرامة الإنسانية، كما أن هجمات الاحتلال الإسرائيلي والتدابير التي تفرضها في غزة، مكرسة لحرمان المدنيين من الحقوق الأساسية المنصوص عليها في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وخاصة الحق في التعليم والصحة. ويُشكل هذا السلوك خرقاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المنشآت المدنية والمرافق التعليمية والطلاب باعتبارهم أشخاصاً مدنيين يتمتعون بحماية خاصة.

تدخل لا يقبل التأجيل

وتؤكد منظمة «صحفيات بلا قيود» أن ما يتعرض له قطاع التعليم في غزة يمثل جريمة ممنهجة تدخل في إطار الإبادة الجماعية، كما أن هذه السياسات مجتمعة تعكس نمطاً منظماً من الانتهاكات التي تعد جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وتشدد  المنظمة على أن التعليم حق مقدس لا يجوز المساس به حتى في أوقات الحروب. ومن هذا المنطلق، تطالب «صحفيات بلا قيود» المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي، بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ومساءلة مرتكبيها، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المستلزمات التعليمية والإغاثية، والشروع فوراً في إعادة بناء وتأهيل المدارس والمرافق التعليمية.
كما تدعو المنظمة إلى توفير برامج دعم نفسي واجتماعي للطلاب والمعلمين، وضمان استئناف العملية التعليمية بعد ثلاث سنوات من الحرمان المتواصل، وتؤكد أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم يفاقم الكارثة ويشجع سلطات الاحتلال على الاستمرار في سياسة التدمير والتجهيل، الأمر الذي يجعل من التدخل الدولي الفوري التزاماً قانونياً وأخلاقياً لا يقبل التأجيل.

 

 

Author’s Posts

مقالات ذات صلة

Image